للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وليست هذه القاعدة بمطردة عند جميع القبائل العربية، فقد عزي إلى طيئ أنهم يبدلون كل ياء أو واو متحركة ألفًا بشرط تحرك ما قبلها على الإطلاق، دون تخصيص هذه الحركة بالفتح، كقولهم في بَقِي ورَضِي ويموت ويمحوه، وناصية وبادية وجارية وباقية وأودية: بَقَى، ورَضَا، ويمات، ويمحاه، وناصاه، وباداه، وجاراه، وباقاه، وأوداه١.

وقد رويت بعض شواهد هذا الإبدال لقبائل نجدية جاورت طيء، كتميم وأسد وقيس، ولعل هؤلاء قد تأثروا بطيء حينما هاجروا إليهم من جنوب الجزيرة العربية٢.

وعزي هذا الإبدال في مادة (ب ق ى) من اللسان إلى بني الحارث بن كعب٣، كما عزي إليهم إبدال الياء ألفًا إذا سكنت وانفتح ما قبلها، فيقولون: أخذت الدرهمان، واشتريت الثوبان، وضربت يداه، ووضعته علاه، وذهبت إلاه، والسلام علاكم٤.

وقال الفراء في توجيه قوله تعالى: {إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ} ٥: "قراءتنا بتشديد (إنّ) وبالألف ... على لغة بني الحارث بن كعب يجعلون الاثنين في


١ ارتشاف الضرب١/٣٠٢، وما يجوز للشاعر في الضرورة ١٦٦، ١٦٧، وتهذيب اللغة ١٤/٣٣٥، ولسان العرب (نصا) ١٥/٣٢٧، وبحوث ومقالات في اللغة٢٤٢، ولغات طيء ٢٩٦، ٢٩٧.
٢ ينظر: بحوث ومقالات في اللغة ٢٣٩، ٢٤٠.
٣ اللسان ١/٧٩.
٤ النوادر٢٥٩، ومعاني القرآن للأخفش١١٣.
٥ سورة طه ٦٣.

<<  <   >  >>