للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

اللتين اطرد فيهما كسر حرف المضارعة١.

وهذا غير مؤكد، لأن الكسر ينسب أيضًا إلى عدد كبير من القبائل العربية - كما تقدم - وتأثر بهراء بهذه القبائل أولى بالقبول من تأثرها باللغات الأعجمية المجاورة.

وعزا الجوهري إلى بني أسد فتح همزة الفعل (إخال) قال: "وتقول في مستقبله: إخال بكسر الألف، وهو الأفصح. وبنو أسد تقول: أخال بالفتح، وهو القياس"٢.

وقد شكك الدكتور أحمد علم الدين الجندي في هذا العزو، وقال: بل هي تكسر، وإنما الذي يفتح هي قبيلة الأزد، كما في نص صاحب اللسان السابق، قال: ومن الجائز أن يكون الرواة قد خلطوا بين قبيلة الأزد وقبيلة أسد لا سيما في الكتابة٣.

وكسر أحرف المضارعة ظاهرة سامية قديمة، وجدت في العبرية والسريانية والحبشية ٤. كما وجدت في لهجات جنوب اليمن الحديثة كالمهرية والشحرية والبوتاحارية، وفي لهجات السريان في هذه الأيام٥.

ولا تزال هذه الظاهرة شائعة في كثير من لهجاتنا العربية المعاصرة، في


١ في اللهجات العربية ١٣٩.
٢ الصحاح (خ ي ل) ٤/١٦٩٢.وينظر: شرح الشافية ١/١٤١، والتصريح ٢/١٩٠، والمصباح (خيل) ٧١.
٣ اللهجات العربية في التراث١/٣٩١.
٤ فصول في فقه العربية ١٢٥.
٥ اللهجات العربية في التراث ١/٣٩٧.

<<  <   >  >>