للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

٢- إبدال لغوي، وهو الذي يعنينا في هذا البحث، وهو سماعي غير مطرد في كلام العرب، ولكنه يختلف باختلاف القبائل، فقبيلة تقول: مدح، بالحاء، وأخرى: مده، بالهاء١. ولا يعد مخالفه مجانبًا للصواب اللغوي٢، ويقع - غالبًا - في جميع حروف المعجم٣.

ولم تقف نظرة اللغويين عند التغيير الذي يلحق حروف الكلمة، بل رأوا أن الإبدال يكون في الحركات أيضًا، وعلى هذا فيمكن تعريف الإبدال بأنه: جعل حرف مكان آخر، أو حركة مكان أخرى٤.

وقد اختلف القدماء في معنى الإبدال اللغوي وسببه على رأيين:

١- فريق يرى أن كل لفظين اختلفا في حرف واحد، واتفقا في سائر الحروف هو من باب الإبدال، ومن هؤلاء أبو الطيب اللغوي الذي كان يرى أن الإبدال بجميع صوره لا يقع إلا بين لغتين مختلفتين، وقد وضح هذا بقوله: "ليس المراد بالإبدال أن العرب تتعمد تعويض حرف من حرف، وإنما هي لغات مختلفة لمعان متفقة، تتقارب اللفظتان في لغتين لمعنى واحد حتى لا يختلفا إلا في حرف واحد.

قال: والدليل على ذلك أن قبيلة واحدة لا تتكلم بكلمة طورًا مهموزة، وطورًا غير مهموزة، ولا بالصاد مرة، وبالسين أخرى، وكذلك إبدال لام التعريف ميمًا، والهمزة المصدرة عينًا، كقولهم في أنّ: عنّ، لا تشترك العرب في


١ الصاحبي٢٠٣، والإبدال ١/٣١٦.
٢ اللهجات العربية٧٢.
٣ همع الهوامع ٣/٤٢٧، والمزهر ١/٤٦١.وينظر: شرح الكافية الشافية٤/٢٠٧٩، والمساعد ٤/٨٦،٨٧، والأشموني٤/٢٧٩، ٢٨٢.
٤ اللهجات العربية٧١.

<<  <   >  >>