للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ويعلل اليهود والنصارى فقدان النسخ والسند لكتبهم المقدسة بكثرة حوادث الاضطهاد والنكبات التي نزلت بهم خلال تاريخهم الطويل. ومن تلك الحوادث: الغزو الآشوري عليهم في سنة ٧٢٢ق. م١، ثم الغزو البابلي الشهير سنة ٥٨٦ق. م ونتج عنه تدمير الهيكل وأخذ بني إسرائيل سبياً إلى بابل٢، ثم الإضطهاد اليوناني ومن بعده الإضطهاد الروماني الذي استمر لعدة قرون٣، وقد نتج عن هذه الإضطهادات إحراق أسفارهم وإتلافها ومنع قراءتها وقتل أحبارهم وعلمائهم.

ونضيف سبباً آخر مهماً لضياع أسفارهم وانقطاع أسانيدهم هو كثرة حوادث الردة والشرك في بني إسرائيل وكفرهم بالله عز وجل وإهمالهم للتوراة وغيرها، وهي مذكورة في أسفارهم المقدسة لديهم ومنها ما ورد في سفر القضاة ٢/١١-١٥: "وفعل بنو إسرائيل الشر في عيني الرب وعبدوا البعليم وتركوا الرب إله آبائهم الذي أخرجهم من أرض مصر وساروا وراء آلهة أخرى من آلهة الشعوب الذين حولهم وسجدوا لها وأغاظوا الرب، تركوا الرب وعبدوا البعل وعشتاروت، فحمي الرب على إسرائيل فدفعهم بأيدي ناهبين نهبوهم وباعهم بيد أعدائهم ولم يقدروا بعد على الوقوف أمام أعدائهم، حيثما خرجوا كانت يد الرب عليهم للشر كما تكلم الرب وكما أقسم الرب لهم".

وقد تكررت الردة والشرك بالله من بني إسرائيل مرات عديدة في عهد القضاة٤.


١ انظر: سفر الملوك الثاني، الإصحاح (٢) ، قاموس الكتاب المقدس ص٧٨.
٢ انظر: سفر الملوك الثاني، الإصحاحين (٢٤،٢٥) ، وسفر أخبار الأيام الثاني، الإصحاح (٣٦) ، قاموس الكتاب المقدس ص٤٥٨.
٣ انظر: سفر المكابيين الأول والثاني، تاريخ الإسرائيليين ص٣٢-٧١، شاهين مكاريوس.
٤ انظر: سفر القضاة، الإصحاحات (٣،٤،٦،١٠،١٣،١٧) .

<<  <   >  >>