للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

بكسر اللام وإسكان الباء، (والأَضَاة) خَبْتٌ يجتمع سيل وادي مكة فيه، على وزن فتاة. ومن الغرب طريق جدة منقطع الأعشاش على عشرة أميال. و (الأعْشَاش) منطقة رملية تقع بين الحديبية وبين سلسلة جبال (المُرَيْر) و (الجوف) ، ويخترقها طريق جدة القديم. وأنصاب الحرم قبل الحديبية١ بكيل ونصف، ومن الجنوب الشرقي من طريق الطائف على طريق عرفة من بطن نمرة على أحد عشر ميلاً. ومن الشمال من طريق العراق على ثَنيَّة خَلٍّ بالمُقَطَّع٢، على سبعة أميال.

و (ثنيَّة خل) يقال لها أيضاً: (خلِّ الصِفَاح) نسبة إلى أرض الصِفاح، وهي أرض بيضاء واسعة تقع ضمن (المغْمس الأفيح) ٣. أقول: تُسمى اليوم: الشرائع السُفلى، أو قرية المجاهدين.

ومن الشرق من طريق الجِعْرانة في شعب عبد الله بن خالد بن أُسيد٤، على تسعة أميال.

وعن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، قال: نصب إبراهيم


١ قال الإمام مالك في العُتْبيَّة: والحديبية في الحرم، (انظر فتح الباري لابن حجر: ٥/٣٣٤) ، وشفاء الغرام ـ للفاسي (١/٥٨) .
٢ سمي مقطَّعاً لأنهم قطعوا منه أحجار الكبعة في زمن ابن الزبير، "انظر شفاء الغرام للفاسي (١/٥٦) ".
٣ انظر أخبار مكة للفاكهي (٤/١٩٥) .
٤ قال الفاسي: هو فيما أحسب ابن أخي عتّاب بن أُسيد بن أبي العاص الأموي القرشي أمير مكة، لأنه كان لعبد الله المذكور بمكة شهرة لولايته لأمر مكة. وقيل: هو عبد الله بن خالد بن أُسيد الخزاعي، وقيل: آل عبد الله القسري، وقال: وحدُّ الحرام من هذه الجهة لا يُعرف موضعه الآن، إلاّ أن بعض أعراب مكة زعم أنه في مقدار نصف طريق الجِعْرانة، وسئل عن سبب معرفته لذلك فقال: إن الموضع المشهور الذي أشار إليه في محاذاة أعلام الحرم من جهة نخلة، وهي جهة العراق، (شفاء الغرام ـ ج١ ص٥٧) .

<<  <   >  >>