فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما: كتاب الله وسنة رسوله" رواه مالك في الموطأ. وقال الإمام مالك رحمه الله: "قبض رسول الله صلى الله عليه وقد تم هذا الدين واستكمل، وإنما ينبغي أن نتبع آثار رسول الله" ذكره الشاطبي في الاعتصام.
فكل من أحدث بدعة - وكان ممن يعقل - يعلم علماً ضرورياً أنه ما آمن بقول الله تعالى:{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ... } الآية إذ لو آمن بها ما ابتدع.
وذكر ابن وهب عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "سيكون من أمتي دجالون كذابون، يأتونكم ببدع من الأحاديث لم تسمعوه أنتم ولا آباؤكم، فإياكم وإياهم لا يفتنونكم" رواه ابن وضاح.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: "من أتى صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام" وروى مسلم نحو الأول.
وعن ابن مسعود رضي الله عنه أنه رأى جماعة يجلسون المسجد وبينهم رجل يقول لهم: سبحوا الله كذا وكذا، واحمدوا الله كذا وكذا، وكبروا الله كذا وكذا. فقال لهم: "والله لقد جئتم ببدعة ظلماً، أوفقتم محمداً وأصحابه علماً، إنكار عليهم". رواه الدرامي.
وهذا عين الطريقة التجانية وغيرها من الطرق الصوفية، إنما أنكر عليهم لأنهم اشتقوا لأنفسهم صفة في الذكر لم تكن في زمن النبوة فعليكم بإتباع نبيكم، وترك كل ما أحدثه المحدثون. لأن الإيمان لا يكمل إلا بالقول، ولا قول إلا بالعمل. ولا عمل