إلا بالنية. فلا إيمان ولا قول ولا عمل ولا نية إلا بموافقة السنة النبوية، كما قال ابن أبي زيد القيرواني في رسالته. فسبحان الله العظيم، تقرأون في الرسالة ليلاً ونهاراً ولا تفهمون معناها. بماذا تفسرون قوله:"وترك كل ما أحدثه المحدثون" وبماذا تفسرون قوله: "إلا بموافقة السنة"؟ وهل هذه الطريقة التجانية كانت في زمن النبي صلى الله عليه وسلم؟ فإن لم تكن في زمنه كانت مما أحدثه المحدثون. ومن أدعى أنها كانت في زمان النبوة فليأت بالبرهان. وتاريخ موت صاحبها الذي ابتدعها لدينا محفوظ وإن الله لم يكلف نبيه صلى الله عليه وسلم بعد الموت بشيء ما، ولم يترك شيئاً مما أمر بتبليغه إلا بلغه في حياته. انظر تفسير سورة النصر لا كما يزعم التجانيون.
تبرؤ أهل البدع بعضهم من بعض يوم القيامة
قال تعالى:{إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ} ١ معناه: تبرأ الذين كانوا يزعمون أنهم يتبعونهم في الدنيا لما رأوا من العذاب، وتقطعت بهم الأسباب، يعني المحبة التي كانت بينهم في الدنيا كذا قاله ابن عباس فلما رأوا ذلك قالوا:{لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً} أي رجعة في الدنيا {فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّأُوا مِنَّا} .
أيها الإخوان: انبذوا هذه الطريقة التجانية وغيرها وراء ظهوركم قبل نزول هذه الندامة، التي قال الله في أصحابها:{وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّار} لأن كل من اتبع أحداً في شيء ما أنزل الله به