للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لا يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ} ١، وقوله: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ} ٢.

وكما جاء في كتاب الله العزيز الأمر باتباع ما أنزله الله في كتابه، والنهي عن اتباع ما وجد عليه الآباء ودعاة الهوى والشيطان كما في الآية السابقة: {أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ} ، فقد جاءت الأحاديث الصحيحة الصريحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تحثُ الأمة على التمسك بالكتاب والسنة، وأن فيهما النجاة والعصمة، كما قال عليه الصلاة والسلام: "تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله وسنتي" ٣، فقد ضمن صلى الله عليه وسلم للمتمسك بكتاب الله وسنته الهداية والنجاة، وعدم الضلال المؤدي للهلاك في الدنيا والشقاء في الآخرة، وفي مقابل ذلك نهى عن الابتداع في دين الله، وحذر من البدعة، وبيّن لأمته أن كل بدعة في دين الله ضلالة، فقال صلى الله عليه وسلمكما في حديث العرباض بن سارية الذي رواه أبو داود٤ والترمذي ٥ وقال: حديث حسن صحيح قال: وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة بليغة وجلت منها القلوب، وذرفت منها العيون، فقلنا: يا رسول كأنها موعظة مودع فأوصنا، قال: "أوصيكم بتقوى الله، والسّمع والطاعة، وإن تأمّر عليكم عبد، وإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرًا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضُّوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة".


١ سورة البقرة، الاية: ١٧٠.
٢ سورة لقمان، الآية: ٢١.
٣ الموطأ، القدر ص ٥٦٠ ح٣.
٤ أبو داود في السنة / باب في لزوم السنة ح ٤٤٤٣.
٥ الترمذي في العلم/ باب الأخذ بالسنة واجتناب البدعة ٧/٤٣٨ ح٢٨١٥.
ابن ماجه/ المقدمة / باب اتباع سنة الخلفاء الراشدين المهديين رقم ٤٢.
أحمد / في المسند ٤/١٢٦، ١٢٧.

<<  <   >  >>