للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وابن ماجه١، وأحمد٢، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عند دخوله وعند طعامه، قال الشيطان: لا مبيت لكم ولا عشاء، وإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله، قال الشيطان: أدركتم المبيت، وإذا لم يذكر الله عند طعامه قال: أدركتم المبيت والعشاء"، هذا لفظ مسلم، والباقون بنحوه وعندهم في أوله زيادة.

وعن عائشة رضي الله عنها عند كل من الترمذي٣، وابن ماجه٤ قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل طعامًا في ستة من أصحابه فجاء أعرابي فأكله بلقمتين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أما إنه لو سمَّى لكفاكم". هذا لفظ الترمذي، ولفظ ابن ماجه بنحوه، وفيه عنده زيادة، وقال الترمذي عقبه: هذا حديث حسن صحيح، وصححه - أيضًا - الألباني٥.

وقد ثبت عند البخاري٦ ومن حديث غير واحد من الصحابة رضي الله عنهم مرفوعًا: "أن المؤمن يأكل في معىً واحد، والكافر يأكل في سبعة أمعاء".

مما سبق، ومن خلال النظر في كتب شروح الحديث يتبين ما يلي:

١ - أهمية التسمية على كل أمر ذي بال، وأنها جالبة للخير والبركة، طاردة للشيطان الملعون المطرود الذي يمحق البركة ويسر للمعصية. ومما يدل على أهمية التسمية أيضًا أن كثيرًا ممن خرج الأحاديث السابقة عقدوا تراجم أبوابهم بذكر التسمية كما هو ملاحظ.


١ السنن، كتاب الدعاء، باب ما يدعو به إذا دخل بيته (٢/١٢٧٩) .
٢ المسند (٣/٣٤٦، ٣٨٣) .
٣ الجامع، كتاب الأطعمة، باب ما جاء في التسمية على الطعام (٥/٥٩٥) .
٤ السنن، كتاب الأطعمة، باب التسمية عند الطعام (٢/١٠٨٦-١٠٨٧) .
٥ صحح سنن ابن ماجه (٢/٢٢٤) .
٦ الصحيح، كتاب الأطعمة، باب المؤمن يأكل في معىً واحد (٩/٥٣٦) .

<<  <   >  >>