عهده مع الله، وهو بالزكاة يبدأ عهدا جديدا مع إخوانه في الدين، وشركائه في المجتمع، عهدا ترفرف عليه رايات الحب، ويغمره التعاون والتراحم.
ومن هذه الخصائص أنها وسيلة لتقويم مؤديها، ورفعه إلى مقام المراقبة والإحسان، وتحليته بالفضائل النفسية الرفيعة، وقد أثنى الله عز وجل على المتصدقين من أجله، والباذلين لأموالهم ابتغاء مرضاته.
وذكره لأوصافهم ومشاعرهم يدل على ما وصلوا إليه من سمو لا يدانى ولا يمكن- بحال من الأحوال- أن يحصل فيما يشرع البشر للبشر. يقول الله سبحانه:{وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُوراً إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الأَرَائِكِ لا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً وَلا زَمْهَرِيراً} ] الإنسان:٨-١٣ [.