للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وسلم قال: "إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له" ١.

ومما يدل على أنه لا مجال للصراع بين الدين والعلم في الإسلام، أنه لم يحدث في التاريخ الإسلامي أن عالماً يبحث في الطب أو يبحث في الفلك أو الفيزياء أو الكيمياء، وجد نفسه معزولاً عن العقيدة الإسلامية، أو وجد أنها تعطله عن البحث العلمي الدقيق، وإنما عاش العلم في ظلال العقيدة.

٥- ليس في الإسلام تعاليم فات أوانها، أو أحكام انقضى زمنها. إن كل مافي الإسلام حيٌ دائماً، متجدد دائماً، صالح للتطبيق في كل زمان ومكان إلى أن تعود الحياة إلى ربها. والإسلام بهذا الشمول، وبهذه المرونة قد كفل لأحكامه التطبيقية النمو والتجدد على مدى الأزمان٢.

قال تعالى: {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ} ٣وقال سبحانه: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} ٤وقال تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الأِسْلامَ دِيناً} ٥.

قال الإمام ابن كثير - رحمه الله - عند تفسيره للآية الأخيرة:


١ صحيح مسلم (٣/١٢٥٥) كتاب الوصية حديث (١٦٣١) وسنن أبي داود كتاب الوصايا حديث (٢٤٩٤) وسنن الترمذي كتاب الأحكام حديث (١٣٧٦) والنسائي كتاب الوصايا حديث (٣٦٥١) ومسند الإمام أحمد المكثرين حديث (٧٨٤٢) .
٢ الاتجاهات الفكرية المعاصرة د/ جمعة الخولي ص٩٨.
٣ سورة الأنعام، الآية (٣٨) .
٤ سورة النحل، الآية (٨٩) .
٥ سورة المائدة، الآية (٣) .

<<  <   >  >>