للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الثاني: عمد وقواعد العلمانية وتفنيدها]

...

المبحث الثاني

عمد وقواعد العلمانية

لم أجد من كتب عن عمد وقواعد العلمانية، وإنما أثبت ما أوردته هنا اعتماداً على الاستقراء لأفكار ومباديء العلمانيين، وقد لخصت ذلك فيما يلي:

١- ينكر بعض العلمانيين وجود الله تعالى، ويهملون أمور الغيب، من بعث وثواب وعقاب وغير ذلك، وبعضهم يفصل بين وجود الله سبحانه، وبين تأثيره في الحياة١.

ومما لاشك فيه أن الله تعالى فطر الناس على وجوده ووحدانيته

قال تعالى: {فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا} ٢ وكل الأدلة الشرعية والبراهين العقلية وغيرها، تدل دلالة قاطعة على ذلك.

وفي كل شيء له آيةٌ

تدلُ على أنه واحدُ

ولقد بينا ذلك في غير هذا البحث٣.

وهذه العقيدة القائمة على الإلحاد ينشأ عنها مجتمع لا يؤمن بالله الواحد الأحد، ولا يؤمن باليوم الآخر، وما فيه من الثواب والعقاب، ولا يؤمن بدين، ولا يعترف بخلق، وإنما ينشأ عنه مجتمع غايته متع الحياة وملذاتها، ولذلك فإن قبول العلمانية في أي مجتمع معناه تبني الإلحاد والمروق من


١ الاتجاهات الفكرية المعاصرة وموقف الإسلام منها ص ٩١.
٢ سورة الروم الآية (٣٠) .
٣ انظر بحثنا عن الشيوعية، وموقف الإسلام منها.

<<  <   >  >>