للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد كان "جورتوماس" المتحدث باسم مجلس العموم البريطاني لفترةطويلة يعمل واعظاً في الكنيسة إضافة إلى عمله١.

هذه أمثلة قليلة ولكنها ذات دلالة ومعنى، وهى تكشف جهل كثير من العلمانيين في عالمنا الإسلامي، وتخبطهم في مفهوم العلمانية الذي أولعوا به. وإذا كانت هذه الفئة المحسوبة على المسلمين تجعل التجرؤ على كتاب الله تعالى وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - من باب حرية الكلمة، فإنها تجهل أن حرية الكلمة في الغرب لا تجيز التجديف٢ ضد الديانة المسيحية، وإن من يفعل ذلك يتعرض لعقاب صارم، ومناهضة شديدة من قبل المؤسسات الرسمية والشعبية على حدٍّ سواء، وإذا كان هذا البعض يتوهم أن التنصل من ثوابت عقيدته الإسلامية السمحة يجعله عظيماً في عيون الآخرين، فإن العكس هو الصحيح؛ فالأمم لا تحترم من ينبذون تعاليم دينهم أو يتجرأون عليه زوراً وبهتاناً.


١ انظر: صحيفة المدينة المنورة الثلاثاء ١٩/٥/١٤١٧هـ العدد (١٢٢٢٧) الصفحة الأخيرة بتصرف يسير. ولم أجد تراجم للأعلام الذين وردت أسماؤهم في هذا المقال، وقد اكتفيت بذكر وظائفهم حسب ماجاء في الصحيفة المذكورة.
٢ التجديف: الكفر بالنعم. مختار الصحاح ص٤١.

<<  <   >  >>