للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

آيات من القرآن ووصفه بها نبيه محمدصلى الله عليه وسلم.

نقرر ما يأتي:

أولاً: معية الله تعالى لخلقه ثابتة بالكتاب والسنة وإجماع السلف، قال الله تعالى: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} ، وقال تعالى {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ} ، وقال تعالى لموسى وهارون حين أرسلهما إلى فرعون: {قَالَ لا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى} ، وقال عن رسوله محمد صلى الله عليه وسلم: {إِلاّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أفضل الإيمان أن تعلم أن الله معك حيثما كنت" حسّنه شيخ الإسلام ابن تيميه في العقيدة الواسطية، وضعفه بعض أهل العلم، وسبق قريبا ما قاله الله تعالى عن نبيه صلى الله عليه وسلم من إثبات المعية له.

وقد أجمع السلف على إثبات معية الله تعالى لخلقه.

ثانيا: هذه المعية حق على حقيقتها، لكنها معية تليق بالله تعالى، ولا تشبه معية أي مخلوق لمخلوق، لقوله تعالى عن نفسه: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} ، وقوله: {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً} ، وقوله: {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ} وكسائر صفاته الثابتة له حقيقة على وجه يليق به ولا تشبه صفات المخلوقين.

قال ابن عبد البر: "أهل السنة مجمعون على الصفات الواردة كلها في

<<  <   >  >>