الشيرازي وسمع عليها المجلد الأول من المعجم الكبير للطبراني بإجازتها من محمد بن عبد الحميد المهلبي وعبد الله بن عمر الصنهاجي المصريين وأكثر مسند أبي يعلى الموصلي رواية ابن حمدان بإجازتها من محمد بن المحب عبد الله ومحمد بن أحمد الزراد بسماعهما من خطيب مردا.
وقرأ وسمع عليها وعلى غيرها من شيوخ الصالحية ما لا يحصى كثرة فمن ذلك كتاب معرفة الصحابة لابن مندة سمعه على خديجة بنت إبراهيم بن سلطان بإجازتها من القاسم بن عساكر وأبي نصر محمد بن محمد بن الشيرازي عن محمود بن منده وسمع عليها مسند مسدد عن القاسم بن عساكر عن عبد العزيز بن دلف عن شهدة وانا معه في اكثر ذلك.
وعاد الى القاهرة بعد أن سمع بنابلس والقدس على جماعة وسمع بغزة والرملة قبل وصوله لدمشق وكان وصوله اليها في شهر رمضان سنة اثنين وثمان مائة وانفصل عنها الى القاهرة في أول المحرم سنة ثلاث وثمانمائة.
وقد اتسعت روايته كثيرا وظهرت فضائله لعلماء الشام فاغتبطوا به ولما عاد الى القاهرة عني بما كان معتنيا به قبل ذلك من كتابة الحديث والتصنيف فيه ولم يهمل السماع لاشياء ينتخبها.
وكان مما ظهر من تصانيفه الفائقة قريبا من هذا التاريخ كتابة الذي سماه تعليق التعليق وصل فيه كلما ذكره البخاري معلقا ولم يفته من وصل ذلك الا القليل وهو له مفخرة ومنها كتابه المسمى لسان الميزان اختصر فيه الميزان للذهبي وزاد فيه أكثر من ستمائة ترجمة ومختصر تهذيب الكمال للحافظ المزي في ست مجلدات وزاد فيه أشياء كثيرة وتخريج أحاديث الرافعي أجاد فيه لتحريره فيه ما لم يحرره من خرج أحاديثه قبله وأطراف عشرة من الكتب منها: المسند لأحمد.
وكتاب في الصحابة رضي الله عنهم سماه الأصابة في أسماء الصحابة وكتابه مشبته النسبة وذكر فيه ما ذكره الذهبي وضبط بالحروف فإن الذهي انما اشار الى ضبط أكثره بالقلم وزاد عليه هذا ما يحضرني مما كمل من مؤلفاته الكبار.