وأما مؤلفاته الصغار فكثيرة جدا ومن محاسنها نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر جمع فيها من أنواع الحديث زيادة على ابن الصلاح شيئا كثيرا وهي في ورقتين وشرحها في كراريس أربعة. ومما لم يكمل من تصانيفه١ شرحه للبخاري كتب منه مجلدات ورأيت مقدمته فإذا هي كثيرة الفوائد.
وبالجملة فهو احفظ أهل العصر للأحاديث والآثار وأسماء الرجال المتقدمين منهم والمتأخرين والعالي من ذلك والنازل مع معرفة قوية بعلل الأحاديث وبراعة حسنه في الفقه وغيره وتولى تدريس الفقه بالمدرسة المؤيدة المنشأة بباب زويلة ويبدئ في دروسه بهاأشياء حسنة.
وكان الملك المؤيد كثير الاقبال عليه وسأله في قضاء دمشق فلم يقبل مع وجود من سعى فيه ببذل كثير.
وهو سريع الكتابة حسنها سريع القراءة قرأ المعجم الصغير للطبراني بمجلس واحد بصاليحة دمسق وصحيح مسلم في خمسة محالس بالقاهرة وسمعت بقراءته جانبا كثيرا منه وقد انتفعت به في علم لحديث وغيره كثيرا جزاه الله عنا خيرا.
وله من حسن البشر وحلاوة المذاكرة والمرؤة وكثيرة العناية بقضاء حوائج أصحابه ما كثر الحمد له بسببه زاده الله توفيقا وفضلا.
ومما حدث به من مروياته صحيح مسلم لما قراه على شيخنا شرف الدين محمد بن عز الدين محمد بن عبد اللطيف بن الكويك الربعي في خمسة مجالس ورواه الحاضرين عن محمد بن ياسين الجزولي المصري اذنا عن الشريف موسى عن ابن أبي طالب الموسوي حضورا وأجازة.
انا الحافظ تقي الدين ابن الصلاح وغيره بسندهم المشهور وبرواية الحافظ.
١ الحمد لله أكمل شيخنا المشار إليه شرحه هذا وفرغ من تبييضه وزوائده قبل موته بسنتين وجاء بديعا في شأنه ما أظن أن أحدا من المتقدمين برع في شرح الصحيح ذلك المبدع اهـ. كذا في الهامش.