في حبائلهم واستغلوهم في تهريب المخدرات، وبذلك سقطوا بهم من جرائم الاستهلاك إلى جرائم الاتجار بالمخدرات، ولعنة الله على أولئك الذين يجعلون من تعاطي المخدرات من تعاطي المخدرات مذهباً له طقوسه التي تشبه الطقوس الوثنية، وتعرض تلك الطقوس على أشرطة الفيديو التي تهرب التي تهرب إلى العالم الإسلامي، فيقلدها شبابنا تقليداً أعمى.
وأنها حقا لكارثة مفجعة أفضت إلى كوارث أفظع. فلقد تحول أولئك الناس من دينهم ووطنهم إلى مذاهب غيرهم وأوطان أعدائهم، وبالتالي أضحى التأثير فيهم، وجرهم إلى خيانة أوطانهم أمراً ميسوراً، وذلك تحت تأثير المذاهب الوافدة، والأفكار المستوردة، والاتجاهات الرقيعة الهدامة.
وقد يؤدي الاتجار بالمخدرات وتعاطيها إلى إفساد إدارة الدولة، لأن إدخال المواد المخدرة ينطوي على إعداد وتخطيط من قبل العصابات السرية القوية التي قد تستعين في ذلك بما تملكه من مال وفير فيسقط في براثنها كبار الموظفين المكلفين حماية زمام الدولة. وعندما ينتقل الولاء للذين إلى مذاهب أخرى تحت إغراء المال الذي يجرف بعض الرجال ويهوي بهم إلى التفريط في الأمانة، ويتورط المسئولون في المشاركة الفعلية في تهريب المخدرات، فإنه يصبح فساداً ضاراً بكيان الدولة، ومهدداً لأمنها ومستقبلها.
وقد يتورط المسئولون في أعمال التجسس على أسرار بلادهم من خلال الترويح للمخدرات وتيسيرها وتهيئة مجالسها، وبذلك يتاح الجمع بين أفراد عديدين من فئات شتى وبلاد متعددة واتجاهات متنافرة، فيستطيع العدو أن يجند من الضعاف أمام المخدرات عملاء له في ظل سحائب الدخان القاتل المتصاعد من المخدرات المحترقة أو تحت تأثير المشروبات والأطعمة المحشوة بها، وذلك للحصول على أسرار تعرض الدول لأشد الأخطار.
وكثيراً ما تتطور صفقات تهريب المخدرات إلى صفقات تهريب الأسرار الأمنية والعسكرية إلى الأعداء، فإذا ما أثمر الإغراء بالمال ثمرته انتقلت الصفقات بعد ذلك إلى أهدافها الحقيقة: ألا وهي التجسس على الأوطان وخيانتها.