ومما يؤسف له أن كثيرا من شباب الدول النامية يترددون في أوحال المخدرات، فيتأخرون ويؤخرون تنمية بلادهم، فبدلاً من العمل على إنجاز خطط التنمية وتنفيذ برامجها الإصلاحية، نجد أنهم يتعرضون لمخاطر الجهل والجوع والمرض، ويفسدون عقولهم ويخربون نفوسهم، ويعرضون حياتهم لأشد المخاطر، وينزلقون في مهاوي الجريمة، وبدلاً من الانخراط في العمل الإيجابي البناء، نجدهم يلوذون بالهروب والانسحاب باستخدام المسكرات والمخدرات.
وتكمن المأساة الحقيقية في أن الدول الإسلامية في مسيس الحاجة إلى طاقات أبنائها، وعقول شبابها، وسواعد رجالها من أجل البناء والتعمير والتشييد على نحو ما أمرهم الله تعالى به، بيد أن المخدرات تبدد الطاقات، وتعطل النشاط، وتعوق التنمية، وتصرف الناس عن الواقع، وتنأى بهم إلى عالم الأوهام والأحلام المريضة.
ولعل أخطر ما ألم بالشباب من مصائب تقليدهم لفئات تسمى (الهيبيز) في أوروبا وأمريكا، وفئات الاشتراكية الجديدة - وهؤلاء وأولئك يتخذون من تعاطي المخدرات تعبيراً عن التمرد، وأسلوباً للرفض والاحتجاج. فكأن تعاطي المخدرات أصبح مذهباً فكرياً يعتنقه الشباب الساخط في العالم الغربي والعالم الشيوعي، ثم يأتي شبابنا فيقع فريسة التقليد الأعمى ويسير على نهج هؤلاء الأشقياء.
ولقد استغل مهربو المخدرات إقبال الشباب على اعتناق هذه المبادئ الهدامة، فأوقعهم