للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأن يطلق جميع أسرى المسلمين، وأن يتعهد بألا يعود لمهاجمة سواحل بلاد الإسلام مرة أخرى، كما يدفع لها ثمانمائة ألفا دينار فدية لنفسه وللأسرى الصليبيين، وعوضا عما أتلفه في دمياط، ومقابل ذلك يتعهد المسلمون برعاية الجرحى من أسرى الصليبيين، وقيل أيضاً مقابل أن يحافظوا على بعض معدات الصليبين التي سيضطرون لإبقائها بمصر إلى أن يتمكنوا من نقلها، وجعلت مدة الاتفاقية عشر سنوات١.

ورغم كل ذلك فقد اضطربت الأمور في مصر عامة والقاهرة خاصة، وذلك احتجاجا وأنفة من حكم امرأة، وعمت الفوضى القاهرة، مما اضطر شجر الدر إلى الأمر بإغلاق أبوابها منعا لانتشار خبر هذه الاضطرابات٢.

وزاد من خطورة هذا الوضع انضمام علماء المسلمين إلى العامة في هذه المعارضة، وعلى رأسهم الشيخ عز الدين عبد السلام٣، الذي كتب كتابا حوله ما قد يبتلي به المسلمون بولاية امرأة٤. كما لم يوافق الخليفة العباسي على توليها السلطة، وعير أهل مصر بذلك قائلا في رده على رسالة من المماليك يطلبون فيه تأييده لحكمها "إن كانت الرجال قد عدمت عندكم فأعلمونا حتى نسير لكم رجلا"٥.


١ السيوطي ٩١١هـ _ ١٥٠٥م جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر: حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة، ٣ أجزاء، بولاق، ١٣١٢هـ: ٢/٣٥. المقريزي، السلوك: جـ ١قسم ٢ص: ٣٦٣.
٢ عبد الله بن أيبك، أبو بكر (القرن الثامن) كنز الدرر وجامع الغرر، أو الدرة الزكية في أخبار الدولة التركية، تسعة أجزاء في ٢٧ مجلداً، مخطوطة بدار الكتب المصرية برقم ٥٧٨، قسم ١ من جـ ٨ لوحة ٢.
٣ ولد الشيخ عز الدين عبد السلام عام ٥٧٧هـ، ودرس في دمشق على يد ابن عساكر، وتولى إمامة وخطابة المسجد الأموي، ورحل عن دمشق احتجاجا على استعانة الملك الصالح إسماعيل بالفرنج سنة ٦٣٩هـ، فولاه الملك الصالح خطابة جامع عمرو بن العاص ثم عهد إليه بتدريس المذهب الشافعي في مدرسته بين القصرين بالقاهرة، وتفي سنة ٦٦٠هـ. أبو الفداء إسماعيل بن علي بن عماد الدين ٧٣٢هـ _ ١٣٣١م، ١٢٨٦هـ، المختصر في أخبار البشر: ٣/٢٢٤، القسطنطينية، ١٢٨٦هـ. السيوطي، حسن المحاضرة: ٣٤.
٤ السيوطي، حسن المحاضرة، ص: ٣٤.
٥ المقريزي، السلوك: ١/٣٦٨_ ٣٦٩.

<<  <   >  >>