للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

يقال: شكرتك ونصحتك ويرى أنَّ الصواب أن يقال: "شكرت لك ونصحت لك" وقال: هذا كلام العرب وقال الفراء: "العرب لا تكاد تقول شكرتك، إنما تقول شكرت لك، ونصحت لك، ولايقولون نصحتك، وربّما قيلتا"١

وأجاز الأخفش الصغير٢: أن يُحكم باطراد حذف حرف الجر، والنصب فيما لا لَبْسَ فيه إذا كان الفعل يتعدّى إلى اثنين أحدهما بنفسه والآخر بواسطة حرف الجرّ، إنْ تعيّن الحرف، وتعين موضعه، كقول الشاعر:

تَحِنُّ فَتُبْدي ما بِها مِنْ صَبابَةٍ ... وَأُخْفي الَّذي لَوْلا الأُسى لَقَضانِي٣

قال ابن مالك: "والصحيح أن يتوقف فيه على السماع"٤.

الحالة الثالثة: حذف سماعي مخصوص بالضرورة كقول الشاعر:

يُشَبَّهونَ سُيوفاً في مَضائِهِمُ ... وَطولِ أَنْضِيَةِ الأعْناقِ والأَمَمِ٥

أي: يشبّهون بسيوف، وقول الآخر:


١ معاني القرآن: ١/٩٢.
٢ شرح الجمل لابن عصفور:١/٣٠٧، شرح التسهيل لابن مالك:٢/١٥٠، وتعليق الفرائد: ٥/١٧، والأخفش الصغير هو: علي بن سليمان بن الفضل أبو الحسن أخذ عن الإمامين المبرد وثعلب، توفي عام ٣١٥?: تنظر ترجمته في طبقات الزبيدي: ١١٥، ونزهة الألباء: ١٨٥، وإنباه الرواة: ٢/٢٧٦.
٣ بيت من الطويل منسوب لعروة بن حزام في الخزانة:٨/١٣٠، والدرر: ٤/١٣٦، ودون عزوفي الكامل للمبرد:٤٧،والمسائل العسكرية:١٩٢،وشرح الجمل لابن عصفور:١/٣٠٧.
والأسى بضم الهمزة جمع أُسوة: وهو التأسي وما يتأسّى ويتعزّى به الحزين.
٤ شرح التسهيل: ٢/١٥٠.
٥ بيت من البسيط: للشمردل بن شريك اليربوعي وهو في شعره المجموع ضمن شعراء أمويون القسم الثاني ٥٥٢ وهو فيه: "يشبهون قريشاً من تكلمهم"، والرواية المثبتة هي رواية الشاطبي:١/١٤٢.

<<  <   >  >>