للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، قيل من هي يا رسول الله؟ قال:"من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي"١.

قال الإمام ابن كثير - رحمه الله -: "فأهل الأديان - قبلنا - اختلفوا فيما بينهم على آراء ومُثُل باطلة، وكل فرقة منهم تزعم أنهم على شيء، وهذه الأمة أيضاً اختلفوا فيما بينهم على نحلٍ كلها ضلالة إلا واحدة، وهم أهل السنة والجماعة، المتمسكون بكتاب الله وسنة رسوله وبما كان عليه الصدر من الصحابة والتابعين وأئمة المسلمين في قديم الدهر وحديثه"٢.

وقال ابن أبي العز الحنفي في تعليقه على الحديث السابق: "فبين أن عامة المختلفين هالكون إلا أهل السنة والجماعة"٣.

وزادت الفرقة بالمسلمين - مع مرور الزمن - وكثر الاختلاف، واتسع الشقاق، وماجت الفتن بأصحاب الأهواء موج البحر، وصارت قلوبهم متنافرة، مظلمة سوداء مرباده لا تعرف معروفاً ولا تنكر منكراً إلا ما أُشربت من الأهواء٤.


١ أخرجه أبو دواد، ٥/٤، أول كتاب السنة، رقم ٤٥٩٦، والترمذي، ٥/٢٥، كتاب الإيمان باب ما جاء في افتراق هذه الأمة، رقم ٢٦٤٠، وقال: حديث حسن صحيح، وابن ماجه، ٢/١٣٢١، كتاب الفتن، باب افتراق الأمم، رقم ٣٩٩١، وأحمد، ٢/٣٣٢، والحاكم في المستدرك ١/١٢٨، وقال صحيح على شرط مسلم، وانظر السلسلة الصحيحة، للشيخ الألباني، ٣/٤٨٠رقم ١٤٩٢.عن أبي هريرة رضي الله عنه.
٢ تفسير ابن كثير، ٣/٤٥٢.
٣ شرح الطحاوية، ٤٣٢
٤ انظر حديث حذيفة في صحيح مسلم ١/١٢٨، كتاب الإيمان، باب بيان أن الإسلام بدأ غريباً ...، رقم ١٤٤.

<<  <   >  >>