للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وصار الاختلاف في أصل الدين، في إفراد الله في العبادة، وفي العبادة ذاتها، كما اختلف الذين من قبل اتباعاً للسنن كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: "لتتبعنَّ سَنَنَ من كان قبلكم شبراً بشبر، وذراعاً بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لسلكتموه" قالوا: يارسول الله من اليهود والنصارى؟ قال: "فمن إذن" ١.

ولكن بفضل الله ورحمته لا تزال طائفة أهل السنة والجماعة: "الفرقةُ الناجيةُ" باقيةً إلى قيام الساعة كما روى البخاري من حديث معاوية رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "لايزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله لايضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتيهم أمر الله وهم على ذلك" ٢.

ومن هؤلاء الذين أقام الله بهم السنة في الإخلاص والمتابعة في هذه الجزيرة الشيخ محمد بن عبد الوهاب مجدد ما اندرس من معالم الإسلام في القرن الثاني عشر، فلقد تجرّد للدعوة إلى الله على بصيرة، وجاهد في رد الناس إلى ما كان عليه أهل السنة والجماعة من إفراد الله بالعبادة وترك التعلق بغير الله، والاعتقاد فيما دونه، متبعاً في ذلك سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقيض الله من آل سعود أنصاراً لدين الله ورسوله عرفوا صدق موافقته للحق فنفّذوا نصرته بالسلطان والعزيمة، وعقدوا الاتفاق بين نص الوحي وحد السيف إذا لم ينفع


١ صحيح البخاري مع الفتح، ٦/٤٩٥، كتاب أحاديث الأنبياء باب ما ذكره عن بني إسرائيل، رقم ٣٤٥٦، وصحيح مسلم، ٣/١٢٩١، كتاب القسامة، باب القسامة، رقم ١٦٦٩، وأحمد في المسند، ٣/٨٤،٨٩،٩٤، وابن أبي عاصم في السنة، ١/٣٦-٣٧، عن أبي سعيد رضي الله عنه.
٢ صحيح البخاري مع الفتح، كتاب المناقب، ٦/٦٣٢، رقم ٣٦٤١، والفظ له، وصحيح مسلم، ٣/١٥٢٤، كتاب الإمارة، باب قوله صلى الله عليه وسلم ٠" لا تزال طائفة من أمتي على الحق ..."، رقم ١٠٣٧.

<<  <   >  >>