للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الإحسان {حَكِيماً} في وضعه الأمور مواضعها.

وفي الآية تنبيه على أنه ينبغي للعبد أن يعلق رجاءه بالله وحده، وأن الله إذا قدر له سببا من أسباب الرزق والراحة أن يحمده على ذلك، ويسأله أن يبارك فيه له، فإن انقطع أو تعذر ذلك السبب، فلا يتشوش قلبه، فإن هذا السبب من جملة أسباب لا تحصى، لا يتوقف رزق العبد على ذلك السبب المعين، بل يفتح له سببا غيره أحسن منه وأنفع، وربما فتح له عدة أسباب، فعليه في أحواله كلها أن يجعل فضل ربه والطمع في بره نصب عينيه وقبلة قلبه، ويكثر من الدعاء المقرون بالرجاء، فإن الله يقول على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم: "أنا عند ظن عبدي بي، فإن ظن بي خيراً فله، وإن ظن بي شراً فله " (١) ، وقال: "إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي" (٢) (٣) .


(١) أخرجه الإمام أحمد في مسنده، برقم: (٩٠٧٦) ، من حديث أبي هريرة.
(٢) أخرجه الإمام أحمد في مسنده، برقم: (٢١٤٧٢) ، من حديث أبي ذر، والترمذي، برقم: (٣٥٤٠) ، من حديث أنس بن مالك.
(٣) تيسير اللطيف المنان في خلاصة تفسير القرآن ص ١١٣.

<<  <   >  >>