العلمي، وأن يطلق فيه الأجهزة النفسية الضرورية للتقدم العلمي من ناحية وتبليغه من ناحية أخرى؟
ولست أعرف كتابا مقدسا كرم العلم والعلماء كما كرمهما القرآن الكريم، وصدق الله العظيم {هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ} .
كما أن المناخ العلمي الذي هيأه القرآن الكريم للمسلمين، هو الذي جعلهم يقودون الحضارة العالمية قرونا طويلة.
إن المواد الأولية لبناء أفكار حية، متيسرة في القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف والتراث الإسلامي العظيم.
وهذه الأفكار كفيلة بإظهار الشخصية الإسلامية على حقيقتها قوية لا تضعف، متماسكة لا تتفتت، أخلاقية لا تتفسخ، عزيزة لا تهون، لها طابعها المميز الواضح. وهى كفيلة بأن تثبت أمام تيارات الصراع الفكري الجارفة، لأنها تعنى دون غيرها بالمادة والروح، والعقل والوجدان، فهي لا تقتصر على المادة وحدها أو على الروح وحده أو على المادة والعقل وحدهما، لأنها سيف وكتاب، مسجد وثكنة، جامع وجامعة، دنيا وآخرة.