الوجود وأي تأثير في التوجيه إلى الله. ولكن الفضل لله في بقائه صلبا شامخا، فلله الحمد والمنة.
ولعل آثار المستشرقين التي تجزل المدح والثناء للفكر الإسلامي، أكثر خطورة وضررا من آثارهم التي تكيل القدح والنقد، لأن المدح والثناء يخدر الرأي العام الإسلامي ويلفته عن حاضره ومستقبله، وشفاء أمراض مجتمع ما لا يمكن أن يتم بذكر أمجاد ماضية فحسب، بل بالعمل المثمر الجاد الدائب في الحاضر والمستقبل.
لقد بهر الغرب المسلمين بتفوقه في العلوم التطبيقية، فأراد قسم من علماء المسلمين أن يقحموا آيات من الذكر الحكيم في المجال العلمي، ليزعموا أن القرآن الكريم سبق علماء العصر في نطاق العلوم التطبيقية وغير التطبيقية أيضا. إن هذا التثبت يضطرنا إلى شرح مشكلة الإسلام والعلم بشكل جديد، يناسب سمو الدين ومنطق العلم، بحيث لا نبحث في الآيات الكريمة: هل ذكر فيها شيء عن غزو الفضاء وتحليل الذرة مثلا؟ وإنما نتساءل هل في روح هذه الآيات وروح القرآن ما يعطل حركة العلم؟ أو في روحها وروحه ما يحب عليه ويشجعه؟
ومن هذا المنطلق، يجب أن نتساءل: هل يستطيع القرآن أن يخلق في المجتمع الإسلامي المناخ المناسب للروح