إن العالم الإسلامي تخلص أو كاد أن يتخلص- من الاستعمار العسكري، والاستعمار السياسي، والاستعمار الاقتصادي، ولكنه لا يزال يرزح تحت أثقال الاستعمار الفكري، ذلك الاستعمار المتمثل في الحضارة الغربية، وهى حضارة مسيحية كما هو معروف، أو المتمثل في الحضارة الشرقية، وهى حضارة مادية ملحدة.
لقد ضاعت معالم الشخصية الإسلامية في خضم هذه الشخصية الغربية المسيحية أو الشرقية الملحدة، لأن المسلمين عاشوا في فراغ فكري ردحا طويلا، فتسربت إليهم حضارة الغرب المسيحية وحضارة الشرق الإلحادية أيضا بشتى الوسائل لملء هذا الفراغ.
إن الأفكار الإسلامية الحية، هي التي تعيد للمجتمع الإسلامي مكانته المرموقة لأن ما يصيب أي مجتمع من نكبات يكون من جراء ضحالة أفكاره، لا من جراء قلة أشيائه. لابد من وضع الأسس الإسلامية الرصينة فى المجتمع الإسلامي الضائع بين حضارة الغرب وحضارة الشرق، بحيث تكون هذه الأسس منهجا كاملا للحياة باستطاعته مصاولة الصراع الفكري الرهيب.