للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ضرَبَني ضربةً اتقيتُها بترسي، فعضَّ ترسي على سيفِهِ، وضربتُهُ ضربةً على حبلِ عاتِقهِ فجافَتهُ، فلمَّا وجدَ طعمَ الموتِ خلَّى سيفَه ثم ضمَّني إليهِ، فَوالذي أَكرمَ محمداً بِما أَكرَمَه بِه لولا أنَّ نفسَهُ عجلتْ لظَننتُ أنَّ نَفسي تخرجُ قبلَ نفسِهِ.

قالَ: ثم رجعتُ إلى مَوضعي فقاتلتُ مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم حتى هزَمَهم اللهُ، قالَ: ثم جُمعتْ الأَسلابُ، قالَ: فكانَ الرجلُ عليه سَلَباً كاملاً (١) ، قالَ: وقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَن عرفَ سَلباً فليَقمْ فيأخُذه» ، قالَ: فَهممتُ بالقيامِ ثم ثبتُّ، قالَ: فعلتُ ذلكَ مرةً أو مرَّتين، فرَمقَني رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقالَ: «يا أبا قتادةَ، ما لي أَراكَ تَهُمُّ بالقيامِ ثم تجلسُ؟» ، قالَ: فقلتُ: لا شيءَ يا رسولَ اللهِ، قالَ: «أَشهدُ لتُخبرني» ، قلتُ: يا رسولَ اللهِ، إنَّ رجلاً مِن المشركينَ يفعلُ في المسلمينَ ويذر (٢) ، فخرجَ مِن الصفِّ وخرجتُ فقتلتُهُ وكانَ عليه سَلَباً كاملاً فلم أَره يا رسولَ اللهِ، فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَن أَخذَ سَلبَ قَتيلِ أبي قتادةَ؟» ، (قالَ؟) : فقالَ رجلٌ مِن الصحابةِ: أَنا يا رسولَ اللهِ، فأرضِهِ عنِّي، قالَ: فسكتَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ولم يقلْ شيئاً، قالَ: فقامَ عمرُ بنُ الخطابِ فقالَ: لا واللهِ، لا يقومُ أسدٌ مِن أُسدِ اللهِ عزَّ وجلَّ يقاتلُ في اللهِ ورسولِهِ ويكونُ غيرُه أسعدَ بسَلَبِ قتيلِهِ، / قالَ: فقامَ الرجلُ فجاءَ به فقالَ: هَو ذَا يا رسولَ اللهِ، فقالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «خُذْه يا أبا قتادةَ» .

قالَ أبوقتادةَ: فأَخذتُه فبعتُهُ بتسعِ أواقٍ مِن ذهبٍ، فاشتريتُ مَخْرَفاً في بَني سلمةَ، وكانَ أولَ مالٍ اعتقدتُهُ في الإسلامِ مِن نفلٍ.


(١) هكذا في الأصل، وعليها علامة التضبيب. والجادة: سلب كامل.
(٢) غير واضحة، والمثبت من التاريخ ومختصره.

<<  <  ج: ص:  >  >>