للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٣٠٢٠- (٢١) حدثنا أبوالقاسمِ عبدُاللهِ بنُ محمدِ بنِ عبدِالعزيزِ قالَ: حدثنا عُبيدُاللهِ بنُ محمدٍ العيشيُّ قالَ: حدثنا أبوالمقدامِ هشامُ بنُ زيادٍ قالَ: حدثنا محمدُ بنُ كعبٍ القرظيُّ قالَ:

عَهدتُّ عمرَ بنَ عبدِالعزيزِ وهو أميرٌ عَلينا بالمدينةِ للوليدِ بنِ عبدِالملكِ وهو شابٌّ غليظٌ مُمتلئُ الجسمِ، فلمَّا استُخلفَ أَتيتُه بخُناصرةَ فدخلتُ عَليه وقد قَاسى ما قَاسى، فإذا هو قد تغيَّرتْ حالُهُ عمَّا كانَ عليهِ، فجعلتُ أَنظرُ إليهِ نظراً لا أكادُ أَصرفُ بصَري عَنه، فقالَ: إنَّك لتَنظرُ إليَّ نظراً ما كنتَ تَنظرُه إليَّ مِن قبلُ يا ابنَ كعبٍ، قالَ: قلتُ: لِعَجبي، قالَ: وما عجبُك؟ قالَ: قلتُ: لِمَا حال َمِن لونِكَ ونَفى مِن شَعرِكَ ونحلَ مِن جسمِكَ، قالَ: فقالَ: كيفَ لو رأَيتَني يا ابنَ كعبٍ في قَبري بعدَ ثالثةٍ حينَ تقعُ حدقَتايَ على وجنَتيَّ، ويسيلُ منخَرايَ وفَمي صديداً ودوداً، كنتَ لي أشدَّ نُكرةً، ثم قالَ: / أعِدْ عليَّ حديثاً حدَّثتنيهِ عن ابنِ عباسٍ، قالَ: قلتُ: نَعم، حدثنا ابنُ عباسٍ،

أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إنَّ لكلِّ شيءٍ شرَفاً، وإنَّ أشرفَ المَجالسِ ما استُقبلَ القبلةُ به، وإنَّما تجالَسونَ بالأَمانةِ، فلا تُصلُّوا خلفَ النائمِ ولا المُتحدِّثِ، واقتُلوا الحيةَ والعقربَ وإنْ كنتُم في صلاتِكم، ولا تَستُروا الجُدرَ بالثيابِ، ومَن نظرَ في كتابِ أخيهِ بغيرِ إذنِهِ فكأنَّما ينظرُ في النارِ، ومَن أَحبَّ أَن يكونَ أَقوى الناسِ فليَتوكلْ على اللهِ، ومَن أَحبَّ أَن يكونَ أَغنى الناسِ فليَكنْ بما في يدِ اللهِ أَوثقَ مِنه بما في يدَيهِ، ألا أُنبئكُم بشِرارِكم؟» قَالوا: نَعم يا رسولَ اللهِ، قالَ: «مَن نزلَ وحدَه، ومَنع رِفدَه، وجلدَ عبدَه، أفأُنبئكُم بشرٍّ مِن هذا؟» قَالوا: نَعم يا رسولَ اللهِ، قالَ: «مَن لا يُرجا خيرُه ولا يؤمَنُ شرُّه، إنَّ عيسى بنَ مريمَ قامَ في بَني إسرائيلَ فقالَ: يا بَني إسرائيلَ، لا تَكلَّموا

<<  <  ج: ص:  >  >>