للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ولا ما قالَ أهلُ النارِ، ولا ما قالَ أَخوهم إبليسُ لعنَه اللهُ تعالى، قالَ اللهُ تعالى: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُون} [الجاثية: ٢٣] ، وقالَ تعالى: {وَمَا يَشاؤُنَ (١) إِلا أَن يَشاءَ اللهُ} [الإنسان: ٣٠] ، وقالت الملائكةُ: {سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَاّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيم} [البقرة: ٣٢] ، وقالَ موسى عليه السلامُ: {إِنْ هِيَ إِلَاّ فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَن تَشَاء وَتَهْدِي مَن تَشَاء} [الأعراف: ١٥٥] ، وقالَ نوحٌ عليه السلامُ: {وَلَا يَنفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدتُّ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ إِن كَانَ اللهُ يُرِيدُ أَن يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُون} [هود: ٣٤] ، وقالَ شعيبٌ عليه السلامُ: {وَمَا يَكُونُ لَنَا أَن نَّعُودَ فِيهَا إِلَاّ أَن يَشَاء اللهُ رَبُّنَا وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا} [الأعراف: ٨٩] ، وقالَ أهلُ الجنةِ: {الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا (٢) أَنْ هَدَانَا اللهُ} [الأعراف: ٤٣] ، وقالَ أهلُ النارِ: {رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّين} [المؤمنون: ١٠٦] ، وقالَ أَخوهم إبليسُ: {رَبِّ بِمَآ أَغْوَيْتَنِي} [الحجر: ٣٩] .

يا شعيبُ، لا ينفعُكَ ما كتبتُ حتى تَرى الصلاةَ خلفَ كلِّ برٍّ وفاجرٍ، والحجُّ والجهادُ ماضٍ إلى يومِ القيامةِ، والصبرُ تحتَ لواءِ السلطانِ جارَ أم عدلَ، قالَ شعيبٌ: قلتُ لسفيانَ: يا أبا عبدِاللهِ، الصلاةَ كلَّها؟ قالَ: لا ولكنْ صلاةُ الجمعةِ والعيدينِ، صلِّ خلفَ مَن أدركتَ، وأمَّا سائرُ ذلكَ فأنتَ مُخيرٌ ألا تُصلِّ إلا خلفَ مَن تَثقُ به وتعلمُ أنَّه مِن أهلِ السُّنةِ والجماعةِ.

يا شعيبُ بنَ حربٍ، إذا وقفتَ بينَ يدَي اللهِ تعالى فسألَكَ عن هذا


(١) هكذا في الأصل، وكذلك هي في قراءة ابن كثير وأبي عامر وأبي عمرو.
(٢) في الأصل: إلا.

<<  <  ج: ص:  >  >>