للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

روى عنه ابنه أبو مسلم صالح، وذكر أنه سمع منه سنة "٢٥٧"، كما روى عنه سعيد بن عثمان، وعثمان بن حديد الألبيرى، وسعيد بن إسحاق، ومحمد بن فطيس الغافقي مسند الأندلس.

أثناء ذلك حدثت المحنة بخلق القرآن أيام المعتزلة وتبنى الخليفة العباسي المأمون فكرتها والدعوة لها وحمل العلماء والمشايخ على الإقرار بها والدعوة لها، وكانت محنة شديدة على العلماء الأجلاء فخرج العجلي هربًا بعقيدته إلى بلد المغرب بعيدًا عن سلطة المعتزلة، واستقر بطرابلس الغرب، وكان ينشر حديثه هناك، وصار له تلاميذ وأتباع، وردًا على سلطان المعتزلة فقد اشتهر عنه قوله: "من قال: القرآن مخلوق، فهو كافر"، وجريا على عادته في الاعتدال في كل شيء، وسيره على السنة والجماعة، رد كذلك على الشيعة فاشتهر قوله: "ومن آمن برجعة علي فهو كافر".

لماذا لم يرو العجلي أحاديث مع أن عصره كان عصر التدوين الحديثي الشامل وفيه جمع البخاري ومسلم صحيحيهما؟ وقد عاصرهما العجلي؟

قال الذهبي في التذكرة "ص٥٦١": "ما علمت وقع لنا من حديثه شيء، وما أظنه روى سوى حكايات".

كانت سن العجلي "٣٦" سنة عندما بدأ المأمون في سنة "٢١٨" بإرسال كتاب إلى والي بغداد "إسحاق بن إبراهيم بن مصعب" وهو كتاب مطول رواه الطبري في "تاريخه"، وطيفور في "تاريخ بغداد" وأمره فيه بجمع القضاة، وقراءة كتابه عليهم، وامتحانهم فيما يقولون، وتكشيفهم عما يعتقدون في خلق الله القرآن وإحداثه، وإعلامهم أن أمير المؤمنين غير مستعين في عمله، ولا واثق فيما قلده الله واستحفظه من أمور رعيته بمن لا يوثق بدينه، وخلوص توحيده ويقينه وأنه

<<  <   >  >>