للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إذا انسابت أرقمه عليه ... تذكرنا بها ليل السليم

وشاهدنا بها في كل حال ... حبالا ألقيت نحو الكليم

وتحشر فوق أخضر مستدير ... ضراغمة الشرى وهي العريم

بمغدي صبوةٍ ومراح أنس ... ومورد ظبية ومراد ريم

مسلطة العيون على قلوب ... مؤيدة الفتون على حلوم

وتبدي بالصوالج في كرات ... محاسن فعل أصحاب الرقيم

فتبصر عند ذلك كيف تصطو ... بدور بالبروق على نجوم

تظن كراتها تنبت منها ... قلوب العاشقين عن الجسوم

وما في ضربها ألمٌ بشيء ... من الأشياء إلا بالهموم

وأهل دمشق قد اختصموا بيوم السبت يعطلون في هذا اليوم من الجمعة جميع أشغالهم، ويخرجون إلى هذا الميدان الذي ذكره. فقوم يلعبون بالصوالج، وآخرون يغنون السماع. وكل أحد فيما مال إليه هواه، لا مثرب ولا منتقد. ويمتدون في ذلك عن الميدان إلى المقاسم، حيث تنقسم أنهار دمشق وتنصب إلى ما بين الشرفين المشهورين بالجسر. ووقع لي في ذلك أيام مقامي بها:

أما دمشق فجنة ... يبني بها الوطن الغريب

لله أيام السبو ... ت بها ومنظرها العجيب

<<  <   >  >>