للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

زهر نارنج تفتح في أشجاره بين يديه، فقال: هل يحضرك فيه شيء من محفوظاتك على أن يكون مما يهز سامعه؟ فقلت: أما على هذا الشرط فلا. فقال: قل أنت فيه. فقلت: امتثالا لأمركم لا على شطركم. ثم أنشدته:

بدا لك النارنج وهو كأنما ... يريك على الأجياد دراً منضدا

وان خلته بين الزبر جد فضةً ... فعما قريبٍ سوف تلقاه عسجدا

على مثله حث النديم شموله ... ونظم من شمل المنى ما تبددا

فأطنب في الاستحسان، وأقام السرور بواحد ثم ثان.

وقال: خرج ابن الياسمين إلى بعض بحار مراكش فنظر إلي مثل هذا المنظر واستحث على وصفه من كان معه من أهل الشعر والأدب. فقال كل واحد منهم على ما أعطاه فكره ووقته. فلم يحفظ من كل ذلك إلا قول ابن الياسمين:

جاء الربيع وهذي ... أولى البشائر منه

كأنما هو ثغر ... قد جاء يضحك عنه

زهر لنارنج دوح ... انظر إليه وصنه

أليس حياك عرف ال ... ذي جفا من لدنه

وهذا مما أوردته في كتاب "الكنوز"، إذ إهمال مثله منه لا يجوز. وها أنا أختم ترجمته، بما تعرف به الشعر قيمته.

<<  <   >  >>