للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقرأ عليه طالب من البربر قال: (قل إن كان للرحمن ولد فأنا ... ) ووقف. فقال: لأي شيء بالله؟ ألطيب شعرك؟ عيسى ابن مريم لم يعلم لأصحابه ذلك، فكيف أنت! وخرج يوماً من المسجد الذي كان يقرئ فيه فوجد سائلاً وهو يرعد بالبرد ويصيح: الجوع والبرد يا مسلمين! فأخذ بيده وحمله إلى موضع فيه الشمس. وقال: صح بالجوع، فقد رفع الله عنك البرد.

قال: ومن شعره: وقوله في جاهل كان يلزم مجلسه، وكان ممن ضيق الله ورزقه، وأساء خلقه:

عهدي بالحرفة التي كرهت ... مع الأديب الأريب تصطحب

وأنت ما بالها عليك غدت ... وقفاً ولم تدر قط ما الأدب

وقوله فيه أيضاً:

ومن أعجب الأشياء حرفتك التي ... شهرت بها والضيق في الخلق والرزق

ولست أديباً لا ولا كاتباً ولا ... جليساً على الصهباء مستطيب الخلق

غرائب لم تجمع لخلق من الورى ... وأغرب منها أن تعد من الخلق

وقال في شخص آخر أحول كثير العجب، وقد مرضت عينه:

جليس لنا يبرح الدهر قاعداً ... رمانا به الحرمان من حيثما رمى

<<  <   >  >>