وعاد معي إلى أفضل ما كان عليه من الانبساط وسماع الفضيلة والنادرة والضحك فكنت لا أجتمع به إلا إذا حجب الناس وقام فإني أقعد عنده حتى يقوم فأتحدث معه بما يخف عليه من أنواع المحاضرة والمذاكرة فأذكر يوماً أنه توضأ ومسح رجليه ولم يغسلهما فتناولت الإبريق فسكبت الماء على رجله فجذبها وهو يضحك فقلت له إن كان الحق معكم في مسح الرجلين يوم القيامة فما نُعطى ولا نعاقب على غسلهما وإن كان الحق معنا في غسل الرجلين خرجتم من الدنيا بلا صلاة لأنكم تتركون غسل الرجلين وهو فرض فكان يقول لي بعد ذلك الله لقد ادخلت على قلبي الشك والوسواس بكلامك في مسألة الوضوء وقال لي يوماً ونحن على خلوة أعلمت أن الصالح طمع فيك أن تصير مؤمناً من يوم دخل الأشتر بن ذي الرئاستين في المذهب ولولا طعمه فيك أن ترجع إلى مذهبه ما سامح ابن ذي الرئاستين بدرهم