وأتبعتهم ركضا على كلّ سابح ... إذا الريحُ كلّتْ لم يصبه كلالُ
جيادٌ إذا جّردتها يومَ غارة ... فليس لها غيرُ الوشيح ظلالُ
طوالع في ليل القتام غواربٌ ... عليهنّ من نسج القتام جلالُ
يثير غبارا كلّما قذىَ الهدى ... بفتنةِ طاغٍ كان منه كحالُ
رميت بها بهرام عن قوس عزمة ... تبيت لها الأقدارُ وهي ثقالُ
وأدركتهم إدراك من لا يفوته ... مرامٌ ولا ينأى عليه منالُ
سريت بها والليلُ وحفٌ شبابه ... فصحبتهم إذ شاب منه قذالْ
ولمّا اشتملتَ الليل بردا إليهم ... جرت بالذي تهوى صبا وشمالُ
وأوقدتَّ نيران الوغى بذوابلٍ ... سرتْ ولها رزقُ النصال ذبالُ
وأتبعتها والكفُّ تقوى بأختها ... ببيض تصون المجد وهو مذالُ
إذا هجرتْ أغمادها لم يكن لها ... سوى قطع أوصال الطغاة وصالُ
فهنّ شجاً في حلق كلّ معاند ... وهنّ على قلب الولىّ زلالُ
عتادُ مليك يكثر البأسَ والندى ... إذا قلّ نزلٌ في الورى ونزالُ
هو القاسم السَّجلينِ عفوا ونقمةً ... وحاسمُ داء الدهر وهو عضالُ
تكفَّل همَّ الملك عن قلب كافلٍ ... عدا وهو فينا عصمة وثمالُ
تقيل الأماني عنده تحت رحمة ... بها عثرات المسلمين تقالُ
تروح الأيادي من يديه خفيفةً ... وتغدو على الأعناق وهي ثقالُ