صدمتهمُ منها بجردْ صلادمٍ ... فصدّعتهم صدع الجياد الصلادمِ
طلعتَ وفيهم نجدةٌ وحمية ... وهم بين مهزوم هناك وهازمِ
وقد منع الأبطالُ أن لا تزورهم ... نبالٌ كمنهلّ من الوبل ساجمِ
وفي خيلهم كرٌّ وفرٌّ وعندهم ... طعانُ وضربٌ بالقنا والهلاذمِ
فغادرتهم بالحيّ صرعى كأنّهم ... بقيّة زرع من حصيد وقائمِ
نثرتَ بحد السيف ما نظم القنا ... هنالك من عقد الطلى والمعاصمِ
وأدركتهم والأرضُ واسعةُ الفضا ... وصيّرتهم في مثل حلقة خاتمِ
فأضحوا وهم من بعد غبطةِ حاسدٍ ... لنعمتهم يرجون رحمةَ راحمِ
ورحتَ سليمَ العرض من كلّ وصمة ... ولكن حدّ السيف ليس بسالمِ
ولما رأيتَ الناس في خفية الردى ... وأوجههم ما بين شاهٍ وساهمِ
رميتَ سواد الجيش بالجيش فانجلتْ ... عجاجته عن أذرع وجماجمِ
حملتَ عليهم حملةً فارسيةً ... فمزّقت ثوب المازق المتلاحمِ
وأوقدتّ نار الحرب ثم اصطليتها ... بعزم مشى في جمرها المجاحمِ
وباشرتها جهرا بنفس كريمة ... تصان وتفدى بالنفوس الكرائمِ
فسادٌ كفاه الله منك بمصلحٍ ... وداءُ شفاه الله منك بحاسمِ
وكم غمة لولا أبو النجم أصبحت ... قذىً في عيون أو شجاً في حلاقمِ
ومعضلةٍ جلّى دجاها ولم يزل ... مليّاً بكشف المعضل المتفاقِمِ