للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

نبهتني حمامةٌ بسحير ... عند تغريدها على الأغصان

هتفت بي وقد تحدَّرَ دمعي ... فوق خديَّ أحمراً كالجمانِ

زدتُّ هما بنوحها فوق همي ... واعتراني حزنٌ على أحزاني

قاتُ ماذا التغريد قالت دهاني ... في خليلي ريبق من الحدثانِ

قلتُ إن كنت قد عدمتِ خليلاً ... فأنا قد عدمتُ ظبيةَ بأن

دعجةُ المقلتين في وجنتيها ... وردةٌ في شقائق النعمانِ

كملتْ عفةً وديناً وفخراً ... وبهاءً يزهى على كيوانِ

أصلها طيب وفرعٌ زكي ... مورقٌ العود يانعُ الأغصانِ

وعدمتُ السلوَّ واعتضتُ عنه ... زفراتِ للهيب والنيرانِ

إذ دهتني فيه خطوبُ الليالي ... ورمتني عن قوسها المرنانِ

وخلتْ بعدها الديارُ أضحتْ ... موطناً للذئاب والغربانِ

بعد عهدي بها أنيسةَ رسمٍٍ ... فرمتها المنونُ بالشنآنِ

غدرتنا الأيام بعد اجتماع ... بددتْ شملنا من الأوطانِ

فصغيرٌ باكٍ بقلب قريح ... وكبيرٌ ينوح بالأشجانِ

بعضنا قد قضى وبعضٌ شديدٌ ... والمنايا تحشنا بسنانِ

ويحَ قلبي لنا حدا المو ... ت وساروا بنعشها للمكانِ

أنزلوها في الترب رغما برغمي ... ثم صارت رهينةَ الأكفانِ

<<  <   >  >>