فمر شهر بن حوشب عليه فرو له غليظ، يقود فرسا له فقال الحجاج: كم عطاؤك يا شهر؟ قال: ألفان. قال: فإنا لا نجيز لك فرسك ولا كسوتك. قال له شهر: أما الكسوة، أصلحك الله، فإني آثرت بالخز والعصب والوشي الشباب من ولدي وذوي قرابتي ونسائي، وهذا الفرو يدفئني وهو خفيف ولا بأس به. وأما الفرس فوالله إنها لمن خيل بني تغلب، ولقد ابتعتها برسنها بثمان مائة درهم على عرقها ونسبها، وإنها لمن بنات الديناري، فرس بكر بن وائل، بن الهجيس، فرس بني تغلب، بن زاد الراكب، فرس الأزد، دفعه إليهم سليمان. فضحك الحجاج فقال: نسب نعرفه. فدعا بكسوة فألقاها عليه.
كانت خيول رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسة أفراس: لزاز ولحاف والمرتجز والسكب و (اليعسوب) . وإنما سمي المرتجز بحسن صهيله.
وحدثني الكلبي محمد بن السائب وأبوه حمزة الثمالي وأبان بن تغلب، وغيرهم بأسماء الخيل المشهورة المعروفة المنسوبة وخيول العرب، لا يختلفون بذلك. ووجدنا في أشعار العرب دلالات على ما قالوا.