للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فحينئذ يشفع، فإذا شفع حد له حدًّا فيدخلهم الجنة. وبين أن أولى الناس بشفاعته من كان أعظم إخلاصًا وتوحيدًا، لا من كان سائلاً وطالبًا منه أو من غيره، فالأمر كله لله وحده لا شريك له، هو الذي يأذن في الشفاعة وهو الذي يقبل شفاعة الشفيع فيمن يختار، فربك / يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة، سبحان الله وتعالى عما يشركون.

فالذين يخالفون شريعة الأنبياء ويغلون فيهم، ويقولون إنهم يحبونهم ويوالونهم ويعظمونهم بذلك، فالأنبياء يتبرءون (*) منهم، ومحمد صلى الله عليه وسلم بريء من عمل من يخالف أمره وسنته، قال الله تعالى: {فإن عصوك فقل إني بريء مما تعملون} [سورة الشعراء: (٢١٦)]، ولا ينفع من عصى أمر الرسول أن يقول قصدي تعظيمهم فإنه إنما أمر بطاعتهم ولم يؤمر أن يعبد الله بالظن وما تهوى الأنفس. قال الله تعالى {وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله -إلى قوله- شهيد} [سورة المائدة: (١١٦ - ١١٧)] فقد أخبر أنه لم يقل لهم إلا ما أمره الله به أن يعبدوا الله وحده، وكذلك سائر الأنبياء، قال الله تعالى: {وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون} [سورة الأنبياء: (٢٥)] وهو سبحانه إنما يعبد بما شرع من الدين، لا يعبد بما


(*) قال معد الكتاب للشاملة: في الأصل المطبوع: (يتبرؤن)، وهو خطأ، فتم تصحيحه.

<<  <   >  >>