بيّن السفاقسي في مقدمته لكتابه منهجه بعد أن أشاد بشيخه أبي حيان الأندلسي لأنه سلك في إعراب القرآن في كتابه (البحر المحيط) طريقة لم يسلكها أحد من معربي القرآن
على كثرتهم، إذ سلك فيه سبيل التحقيق، وزيّف أقوال كثير من المعربين، وبيّن حيدها عن أصول المحققين، ولكنّ أبا حيان سلك في كتابه سبيل المفسرين في الجمع بين التفسير والإعراب، فتفرّق فيه هذا المقصود، وصعب جمعه إلّا بعد بذل المجهود.
ثم بيّن منهجه بعد ذلك قائلا:
فاستخرت الله تعالى في جمعه وتقريبه وتلخيصه وتهذيبه ... فجاء والحمد لله في أقرب زمان على نحو ما أمّلت، وتيسّر عليّ سبيل ما رمت وقصدت.
وبيّن عمله في كتابه فقال: ولا أقول: إنّي اخترعت، بل جمعت ولخّصت، ولا أنني أغربت، بل بيّنت وأعربت.
ثمّ قال:
ولما كان كتاب أبي البقاء المسمى ب (البيان في إعراب القرآن) كتابا قد عكف الناس عليه، ومالت نفوسهم إليه، جمعت ما بقي فيه من إعرابه مما لم يضمّنه الشيخ في كتابه، وضممت إليه من غيره ما ستقف عليه إن شاء الله تعالى ...
ثمّ قال:
وجعلت علامة ما زدت على الشيخ (م)، وما يتفق لي إن أمكن فعلامته:(قلت)، وما فيه من: أعترض وأجيب وأورد ونحو ذلك مما لم أسمّ قائله فهو للشيخ.