للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

أمور الدنيا لا يعدل شيئًا يذكر، فما بالك بولاية العراق؟ !

وقوم أمرهم كذلك لابد أن هناك نوعًا من التأثر على فوات الجماعة فهذا ابن عمر إذا فاتته العشاء في جماعة أحيا بقية ليلته.

اغتنم في الفراغ فضل ركوع ... فعسى أن يكون موتك بغتة

كم صحيح رأيت من غير سقم ... ذهبت نفسه الصحيحة فلتة

أخي الحبيب:

صلاة الجماعة عند هؤلاء الأخيار لها منزلة عظيمة وفقدها كفقد عزيز لديهم، لعظم أمرها ولمعرفتهم بحقيقتها وهو كما جرى لحاتم الأصم عندما قال: فاتتني الصلاة في الجماعة فعزاني أبو إسحاق البخاري وحده، ولو مات لي ولد لعزاني أكثر من عشرة آلاف، لأن مصيبة الدين أهون عند الناس من مصيبة الدنيا (١).

وهذا من درر الكلام ونفيسه: فما أكثر ما نرى من المعزين بفقد عزيز وذهاب قريب، ولكننا لا نرى من يعزي في فقد جانب من جوانب الدين، فاللهم لا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا أكبر همنا.

قال يونس بن عبد الله: ما لي تضيع لي الدجاجة فأجد لها وتفوتني الصلاة فلا أجد لها (٢).


(١) مكاشفة القلوب ٣٦٤.
(٢) حلية الأولياء ٣/ ١٩، وصفة الصفوة ٣/ ٣٠٧.

<<  <   >  >>