للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

كم لدينا ممن يغتمون بهموم العمل وزيادة المراتب ومتى يحين موعد الترقية، ويسهرون الليالي وربما تطاول بهم الهم لا ينامون إلا قليلاً وفي النهار يتعبون ويجرون هنا وهناك بهمة ونشاط ويحسبون حسابًا لكل شاردة وواردة من أمر الدنيا، وتفوتهم الصلاة مع الجماعة وهو لا يألمون ولا يتألمون، وقد يتعذر البعض بكثرة المشاغل ومتطلبات الحياة وأمور الدنيا.

أخي الحبيب:

وأنت تهب من فراشك مسرعًا، تركت لذة النوم ولين الفراش، تردد مع المؤذن ما يقول ثم تسير إلى صلاة الفجر بخطوات مطمئنة .. في برد قارس وظلام دامس.

لا حرمك الله الأجر، وكتب خطواتك .. ألا فأبشر بخير عظيم بشرك به نبي هذه الأمة - صلى الله عليه وسلم - بقوله: «بشروا المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة» [رواه أبو داود والترمذي].

لا يغلبنك الشيطان ولا تتردد في القيام .. سر إلى جنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين، فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ..

بلغك الله ما قصدت وجعل الجنة مثواك ..

أخي المسلم:

لنرى كيف كان اهتمام السلف الصالح بالطاعات والعبادات رغم الأعباء التي يحملونها، فهذا القاضي أبو يوسف يصلي بعدما

<<  <   >  >>