وكان يكون يوم الجمعة في المسجد إلى العصر، وكان عابدًا خيرًا يصلي أبدًا، ربما أتى حاجة، فإذا رأى المسجد قال: مل بنا، فإن حاجتنا لا تفوت، ثم يدخل فيصلي.
ومات -رحمه الله- ونحن رحمنا الله لا نزال
نروح ونغدو لحاجاتنا ... وحاجة من عاش لا تنقضي
تموت مع المرء حاجاته ... وتبقى له حاجة ما بقي
حتى يدركه الموت ويأتيه الأجل وهو يلهث وراء الدنيا ويجري خلف الحطام منها ولا يبقى له إلا ما قدم من العمل الصالح.
قال القاسم بن محمد: غدوت يومًا وكنت إذا غدوت بدأت بعائشة -رضي الله عنها- أسلم عليها، فغدوت يومًا إليها فإذا هي تصلي الضحى وهي تقرأ:{فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ}[الطور: ٢٧]، وتبكي وتدعو وتردد الآية فقمت حتى مللت وهي كما هي، فلما رأيت ذلك ذهبت إلى السوق فقلت: أفرغ من حاجتي ثم أرجع ففرغت من حاجتي ثم رجعت وهي كما هي تردد الآية وتبكي وتدعو (١).
سنة الضحى:
وسنة الضحى هذه غفل عنها أكثر الناس اليوم .. فلا يؤديها