للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والزهد فيما عنده (١).

ولنر حال السلف في الصلاة وخشوعهم.

فعن ميمون بن حيان قال: ما رأيت مسلم بن يسار متلفتًا في صلاته قط خفيفة ولا طويلة، ولقد انهدمت ناحية المسجد ففزع أهل السوق لهدته وإنه في المسجد في صلاته فما التفت (٢).

وعندما سئل خلف بن أيوب: ألا تؤذيك الذبابة في صلاتك فتطردها قال: لا أعود نفسي شيئًا يفسد علي صلاتي قيل له: وكيف تصبر على ذلك؟ قال: بلغني أن الفساق يصبرون تحت أسواط السلطان فيقال: فلان صبور ويفتخرون بذلك، فأنا قائم بين يدي ربي أفأتحرك لذبابة! ! (٣).

وكان ابن الزبير إذا قام في الصلاة كأنه عود من الخشوع.

وكان أبو حنيفة يسمى الوتد لكثرة صلاته (٤).

وعن مداومتهم على العبادة وكثرة صلاتهم ما قاله عبيد الله بن سليمان حفيد أبي عبيد الله الوزير: أبلى جدنا سجادتين (٥) وشرع في ثالثة وأبلى موضع ركبتيه ووجهه ويديه من كثرة صلاته


(١) صلاة الجماعة.
(٢) الزهد للإمام أحمد ٣٥٩.
(٣) الإحياء ١/ ١٧٩.
(٤) السير ٦/ ٤٠٠.
(٥) أعرف عابدًا توفي قبل سنوات جرى له قريبًا من ذلك.

<<  <   >  >>