للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهذا الصبر ناتج من عظم خشوعهم واستحضارهم مناجاة ربهم كما قال أبو نصر الفرادس عن سعيد بن عبد العزيز: كنت أسمع وقع دموعه على الحصير في الصلاة (١).

ونحن لقسوة في قلوبنا لا نرى تلك الدموع إلا في شهر رمضان ومن قلة قليلة لانت قلوبهم وخشعوا لربهم وأذلوا

جباههم له.

ولم يمنع الصالحين كبر السن وضعف الجسم عن الوقوف الطويل بين يدي الله فهذا أبو إسحاق السبيعي يقول: ذهبت الصلاة مني، ضعفت ورق عظمي، إني اليوم أقوم في الصلاة فما أقرأ إلا البقرة وآل عمران (٢).

أما عندما ضعف عن القيام بنفسه فإنه كما قال أبو العلاء العبدي: ضعف أبو إسحاق السبيعي عن القيام فكان لا يقدر أن يقوم إلى الصلاة حتى يقام، فإذا أقاموه فاستتم قائمًا قرأ ألف آية وهو قائم (٣).

أما عطاء بن أبي رباح فهو كما قال عنه ابن جريج: لزمت عطاء ثماني عشرة سنة، وكان بعدما كبر وضعف يقوم إلى الصلاة فيقرأ مائتي آية في البقرة وهو قائم لا يزول منه شيء ولا يتحرك (٤).


(١) تذكرة الحفاظ ١/ ٢١٩.
(٢) صفة الصفوة ٣/ ١٠٤.
(٣) صفة الصفوة ٣/ ١٠٥.
(٤) السير ٥/ ٨٧، وصفة الصفوة ٢/ ٢١٣.

<<  <   >  >>