للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

اجتمعت فيه ثلاثة أمور: كبر سن، وضعف، وقراءة طويلة ثم هو خاشع لا يزول منه شيء ولا يتحرك.

لنرى حال عبد الله بن الزبير -رضي الله عنه- وهو المعروف بطول صلاته قال عنه مسلم بن بناق المكي: ركع ابن الزبير ركعة، فقرأت البقرة وآل عمران والنساء والمائدة وما رفع رأسه (١).

ويؤكد لنا نشاطهم في العبادة ما قاله الوليد بن علي.

كان سويد بن غفلة يؤمّنا في شهر رمضان في القيام وقد أتى عليه عشرون ومائة سنة.

وكان معروف (ابن وصل التيمي) إمام مسجد بني عمرو بن سعد، وكان يختم القرآن في كل ثلاثة سفرًا وحضرًا، أم قومه ستين سنة لم يسه في صلاة قط، لأنها تهمه.

وكان طلق بن حبيب يقول: إني لأحب أن أقوم لله حتى أشتكي ظهري، فيقوم فيبتدئ بالقرآن حتى يبلغ سورة الحجر ثم يركع.

وقال ثابت البناني: كنت أمر بعبد الله بن الزبير وهو يصلي خلف المقام كأنه خشبة منصوبة لا يتحرك (٢).

وإلى الله المشتكى، أسرع شيء يؤدى في حياتنا الصلاة فمنا من ينقرها نقرًا ومنا من لا يخشع الخشوع الواجب، ويغلب على


(١) البداية والنهاية ٨/ ٣٥٩ وصفة الصفوة: ١/ ٧٦٧.
(٢) البداية والنهاية ٨/ ٣٥٨.

<<  <   >  >>