للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الماء والمحراب، متى شئت تطهرت ودخلت على ربك -عز وجل- ليس بينك وبينه ترجمان ولا حاجب (١).

فهذه ولله الحمد من نعمه علينا نقصده متى شئنا فترفع بالصلاة الدرجات وتحط الخطيئات، فسبحانه ما أكرمه وجل جلاله ما أعظمه.

ولا شك أنه يتأسف على فوات هذه النعم وضياع الأوقات بدون فائدة ورأس مال المسلم عمره .. أفلا يتأسف على ضياعه؟ قال أبو رجاء العطاردي: ما أنفس عليَّ شيء أخلفه بعدي إلا أني كنت أعفر وجهي في كل يوم وليلة خمس مرات لربي عز وجل (٢).

أخي المسلم:

لقد أعطوا الصلاة حقها وأنزلوها منزلتها، ولذلك كانت عندهم المقياس الأول، كما أكد ذلك عمر بن الخطاب بقوله: إذا رأيت الرجل يضيع من الصلاة فهو والله لغيرها أشد تضييعًا (٣).

وسار على هذا المنهج أبو العالية فقال: كنت أرحل إلى الرجل مسيرة أيام، فأول ما أتفقد من أمره صلاته، فإن وجدته يقيمها ويتمها أقمت وسمعت منه، وإن وجدته يضيعها رجعت ولم أسمع منه وقلت: هو لغير الصلاة أضيع.


(١) البداية والنهاية ٩/ ٢٥٦.
(٢) حلية الأولياء ٢/ ٣٠٦.
(٣) تاريخ عمر ٢٠٤.

<<  <   >  >>