للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يقولون: يا أبا يزيد لقد رخص لك، لو صليت في بيتك فيقول: إنه كما تقولون، ولكني سمعته ينادي: حي على الفلاح، فمن سمعه منكم ينادي حي على الفلاح فليجبه ولو زحفًا ولو حبوًا (١).

لقد كان هناك دافع يدفعهم ويستحثهم لتحمل المشاق في سبيل إقامة الصلاة طاعة لله عز وجل، وامتثالاً لأوامره، ورغبة فيما عنده.

فهذا عدي بن حاتم يقول: ما جاء وقت الصلاة إلا وأنا إليها بالأشواق، وما دخل وقت صلاة قط إلا وأنا لها مستعد (٢).

لقد حرك الداعي إلى الله وإلى دار السلام النفوس الأبية، والهمم العالية، فأسمع منادي الإيمان من كانت له أذن واعية، وأسمع الله من كان حيًا فهزه النداء إلى منازل الأبرار وحدا به في طريق سيره فما حطت به رحاله إلا بدار القرار (٣)

أحن اشتياقاً للمساجد لا إلى ... قصور وفرش بالطراز موشح

وهذا الاهتمام بالصلاة تحول إلى فرح وسرور بدخول وقتها وهو فرح وبهجة بالعطاء العظيم من الله الكريم المنان فهو كما ذكر أبو بكر بن عبد الله المزني: من مثلك يا ابن آدم؟ خلي بينك وبين


(١) حلية الأولياء ٢/ ١١٣.
(٢) الزهد للإمام أحمد ٢٤٩.
(٣) رهبان الليل ٣٩.

<<  <   >  >>