للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فهي عون لك في الشدائد ومنبه لك عند العثرات ... إعانة على الخير وتواصي بالصبر .. فالزم أهل الخير وجاور أهل التقى.

في الجانب الآخر .. ماذا نرى؟ ! إنهم الأشرار ورفقاء السوء ... تزيين للفاحشة وإضاعة للطاعات ... وإتيان للمحرمات ... لا تغني معرفتهم في الدنيا شيئًا ولا تثمر في الآخرة إلا شقاء وندمًا ... وصفهم الله جل وعلا يوم القيامة بأنهم أعداء .. انتهت تلك الرفقة وتلاشت تلك الصحبة ... وتحول كل ذلك إلى عداوة وبغضاء {الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ} ...

كان أبو الدرداء رضي الله عنه يقعد إلى القبور، فقيل له في ذلك ... فقال: أجلس إلى قوم يذكروني معادي، وإن غبت لم يغتابوني (١).

وكانوا يتحرون للصحبة كبار السن من جمل الشيب مفارق رءوسهم وعلا الوقار حديثهم عصرتهم الأيام وخبرتهم الليالي .. أهل الدين والعقل والحكمة.

قال أبو عمرو بن العلاء: رآني سعيد بن جبير وأنا جالس مع الشباب، قال ما يجلسك مع الشباب؟ عليك بالشيوخ (٢).

ومن جلس اليوم إلى الشيوخ لم يرض بمجالس الشباب فهناك تخرج من أفواه الكبار الحكمة والقصة وتذكر السنين الماضية .. وما


(١) منهاج القاصدين ٤٣٢.
(٢) روضة العقلاء ١٠١.

<<  <   >  >>