للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أخي الحبيب أين نحن من هؤلاء؟ !

قال أبو معاوية الأسود: إخواني كلهم خير مني، قيل له: وكيف ذلك يا أبا معاوية؟ قال: كلهم يرى الفضل لي على نفسه، ومن فضلني على نفسه فهو خير مني.

والمرء يذكر بالجمائل بعده ... فارفع لذكرك بالجميل بناء

واعلم بأنك تذكر مرة ... فيقال: أحسن أو يقال أساء

إنها صفات كملت وجملت بالإسلام .. فكان تاجًا للأخلاق الفاضلة ونبراسًا للمعاملة الحسنة ..

وتبقى الدنيا دار الهفوات ومقر الزلات والعثرات .. فهفوة الصديق لا تخلو إما أن تكون في دينه بارتكاب معصية أو في حقك بتقصيره في الأخوة، أما ما يكون في الدين من ارتكاب معصية والإصرار عليها فعليك التلطف في نصحه بما يقوم أوده (١) ويجمع شمله ويعيد إلى الصلاح والورع حاله (٢).

ويكون في ذلك عن طريق النصيحة والتوجيه. وذلك بالحسنى والموعظة الحسنة قال سفيان الثوري قلت لسعد بن كدام: تحب أن يهدى إليك عيوبك؟ قال: أما من ناصح فنعم، أما من


(١) أود: أي: اعوج.
(٢) الإحياء ٢/ ١٩٩.

<<  <   >  >>